اسليدرالثقافةزيارة اليومصفحات من تاريخ مصرعلوم وتكنولوجيامعلومات عامةمنوعات ومجتمع

“معركة الدبابات”

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم: محمد جمال

بمنطقة أبو عطوة، وقعت معركة الدبابات يوم 22 أكتوبر .

وتعد هذه المعركة إحدى المعارك الفاصلة فى حرب أكتوبر. حيث تمكنت المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعى من ضد هجوم القوات الإسرائيلية تحت قيادة شارون متجهين بسرب دبابات إلي قلب مدينة الإسماعيلية .

بدأت المعركة بعد إحداث الثغرة عندما حاولت قوات العدو الرد على عبور القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس وتحطيم خط بارليف، فتحركت الدبابات الإسرائيلية للضفة الغربية للقناة بعدما أحدثت ثغرة بين تمركز قوات الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني يومى 13 و14 أكتوبر حتى وصلت لمنطقة أبو عطوة في يوم 22 أكتوبر حتي بدأت المعركة .

حين تحدثت مع الأهالي كنت أعتقد أن المعركة كانت بين الجيش المصري والإسرائيلي فقط ، ولكنهم أخبروني بأن الأهالي هم من بدأوا في التصدي للعدوان وظلوا حتي انتهاء المعركة وصد العدوان .

أما عن الثمانية أيام قبل المعركة التي توغل خلالهم السرب المكون من 4 دبابات وكل دبابة تحمل طاقم من الجنود الإسرائيلية يزيد عن 4 جنود لكل دبابة ، إذّا .. كيف كانت تمر ساعاتهم خلال الأيام الثمانية داخل الإسماعيلية .

يقص علينا الحاج ( م . ع ) ما شاهده خلال هذه الأيام ليقول ” كنت في السابعة عشر من عمري عندما كان الجيش الإسرائيلي يحتل الجبهة وكان الجيران يتركون بيوتهم ويهاجرون إلي بلبيس والمدن البعيدة عن قصف الطيران الإسرائيلي كل يوم وكل ساعة الذي تسبب في استشهاد الكثير من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.

هاجروا جيراننا وتركوا بيوتهم باحثين عن ملجأ آمن يحميهم من القصف ولكن والدي رفض أن يترك بيته موضحا أنه يفضل الموت علي أرضه أفضل بكثير من أن يطلب اللجوء ، ففضل أن يبقي حتي ولو كانت العاقبة هي الموت .

كنا كل يوم نري طائرات تحلق في السماء وتقصف هنا وهناك وفي وقت القصف كنا نختبئ في خنادق تحت الأرض ونعود إلي ديارنا بعد انتهاء الغارة ..

وفي اليوم السادس من أكتوبر عام 1973 كنت مسترخي في البيت في وقت الظهيرة منتظر مرور الساعات حتي يأذن المغرب لنجتمع أنا وأخواتي ووالداي علي مائدة الافطار ولكنني سمعت أحد جيراننا الذي لم يترك منزله ويهاجر مثل ما فعل الكثيرون يصرخ في الخارج ..

يصرخ ويكرر كلمة عبرنا .. عبرنا القناه …… نهضت مسرعًا إلي الخارج في حين التف حوله الناس ليسألوه عن صحة ما يقول ولكن الصمت ساد وهم ينصتون بأذانهم إلي جهاز الراديو مستمعين إلي البيان.

وإذ بالفرحة والأغاني تعم علي وجوه المتواجدين فرحين وفخورين بما يسمعون … بدأت الأهالي تعود من جديد إلي ديارها في شوق لبدء حياتهم بدون حرب أو قصف أو خوف .

ولكن هذا لم يطول كثيرًا ، فبعد عشرة أيام سمعنا أن الإسرائليين عبرو القناة وفي طريقهم إلينا عن طريق سرابيوم وقد اقتربوا منا .

البعض يقول أنهم يقصفون بدباباتهم كل ما يقابلون من منازل ومعسكرات ، يقتلون كل من يقف أمامهم ” .

حين تحدث آخر وقال .. ” ذهب والدي من ضمن رجال كثيرون لمواجهة الدبابات والتصدي لهم قبل أن يأتوا قائلين عبارتهم المصرية الشهيرة ( هنفطر بيهم قبل مايتعشوا بينا ) وتركنا أنا وأختين وأمي وذهب مع أصدقائه حاملًا أسلحته الخفيفة ، ومن وقتها ولم يعد…

فقررنا أن نهاجر مرة أخري بعد ما عدنا وذهب من قلوبنا الخوف حتي عاد الخوف أكبر وأصعب من ما سبق ظللنا كل يوم وكل ليلة ننتظر عودته حيًا أو حتي جثته علي الأقل ولكننا فقدنا الأمل منذ سنين مضت ” وتحدث آخر قائلًا .. ” الأهالي كانت لها العامل الأكبر في إيقاف العدوان برغم أسلحتهم الخفيفة أمام دانات بعيدة المدة وجرانوف وأسلحة غاشمة .

حتي شاركهم بعض من جنود القوات المسلحة من الوحدة 39 قتال وتم بالفعل إيقافهم في منطقة أبو عطوة علي ضاحية مدينة الإسماعيلية بعد معركة دامت أكثر من 8 أيام ” . .

وتبقي حكاية منطقة الدبابات محفورة في أذهان الكثيرين من أهالي الإسماعيلية وخاصًة أهالي أبو عطوة . ومنذ انتهاء المعركة ومازالت الدبابات متواجدة إلي وقتنا هذا الذي تم إنشاء متحف لهم وكتابة أسماء الشهداء الذين قاموا وضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن علي نصب تذكاري لتضحياتهم .

دامت أرواحهم ترفرف في جنة الخلد  دام شعب أبو عطوة والإسماعيلية عزيزًا غاليًا علي اسم مصر دامت الكرامة والعزة والشرف .

فاليوم قد انتهيت من زيارتي إلي منطقة الدبابات في أبو عطوة بالإسماعيلية .. وقد استفدت الكثير .

video-1516472640.mp4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى